فضاء حر

معشوقة الجماهير

يمنات
استعراض دولة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، الأسبوع قبل الماضي، على نظيره، عبدي فارح شردون، رئيس وزراء الصومال، لم يكن من فراغ، أو استعباطا.
أعرف أني غير موفق في إيرادي لكلمة “نظيره”، وليعذرني السيد باسندوة عنها؛ فأنا قلتها من باب التشجيع للرجل، ولأن الدول العظيمة تفعل ذلك دائماً في برتوكولاتها.
في حديثه مع شردون، أثبت السيد باسندوة أنه بالفعل رئيس وزراء لدولة عظمى، ينقصها النووي بس، وبالذات عندما كان يتحدث عن استعداد بلادنا لتقديم كل العون والمساعدة للصومال.
وبصراحة، أنا قد كنت أخاف لو يتهور صاحبنا باسندوة ويقوم يوعد الرجال بإرسال الفرقة المحمولة جواً؛ آسف! أقصد الفرقة الأولى مدرع، لمحاربة “لقاعدة” هناك، ونحن بصراحة ما نشتيش نورط حقنا الجيش في حروب خارجية كما تفعل أمريكا، خصوصاً وأن جيشنا معه بدلات جديدة وما يصلحش يتوسخين في تراب غير تراب اليمن.
على العموم، إلى 2011، كان وضعنا لا يختلف كثيراً عن وضع الصومال. وبفضل حكومة الوفاق الوطني ورئيسها المنقذ باسندوة أصبحنا اليوم نناطح ناطحات السحاب في نيويورك…
قال عبدي فارح شردون إن لديه خطة لعشر سنوات قادمة. وهذا الأمر جعلني أشفق عليه وعلى بلاده الصومال كثيراً، وقلت لنفسي: هذه البلاد المطحونة لن يكتب لها النجاة طالما لا يوجد لديها “حكومة وفاق” ولا “باسندوة” يقطف الأمور فيها بسنتين بس، مثلما فعل باليمن.
حكومة الوفاق الوطني استطاعت أن تنتشل اليمن من بين أيدي الكارثة، وأن تؤسس لتجربة فريدة ورائدة في عملية إنقاذ الدول المنهارة.
وأنا أجزم أن الأمم المتحدة إذا لم تستعن بهذه التجربة في مهماتها لإنقاذ الدول الفاشلة والمفلسة، فإن العالم لن يكون بخير.
هذا النجاح الباهر الذي حققته حكومة الوفاق خلال عامين فقط لم يكن صدفة على الإطلاق، وإنما كان ناتجا عن استخدامها للعقول اليمنية والاستفادة من أبحاثها العلمية في شتى المجالات، والتي أهملتها وفرطت فيها الحكومات المتعاقبة طوال السنوات الماضية ال33 عاما.
ودعوني هنا أتحدث عن هذه العقول، وعن الأسرار العظيمة التي تقف وراء كل هذا النجاح المعجز، الذي حققته معشوقة الجماهير، حكومة الوفاق، في سنتين فقط.
من هذه العقول: الشاب الطموح والمنقذ الأول، محمد سالم باسندوة، الذي تم تعيينه رئيسا لهذه الحكومة، ولولاه “كنا سرحنا ملح”. هذا بالإضافة إلى النجوم التي برزت في الحكومة، ومنهم على سبيل المثال: المبدع (توماس) صالح سميع، والمحقق (كونان) عبد القادر قحطان، وأبو الاقتصاد (آدم سميث) صخر الوجيه، و(فروبل) عبد الرزاق الأشول… أما عن التجارب في عملية الاستثمار وتطويره، نأخذ فقط تجربة “صندقة حميد الأحمر”، والتي تعتبر مدرسة جديدة في تنمية المشاريع الصغيرة، وتحويلها خلال “خمسة أيام” إلى شركات نفطية كبيرة، ومشاريع استثمارية عملاقة بحجم شركة “سبأفون”.
وبالنسبة للأدوار، هناك الدور الذي لعبته دموع رئيس الوزراء، المنقذ باسندوة، في تشجيع السياحة وازدهارها، ودورها في “رخششة” قلوب الدول المانحة وجعلها تغدق علينا مليارات الدولارات.
ولا ننسي هنا دور الكائن الوديع و”الكيوت”، علي محسن الأحمر، وخططه العبقرية في جلب رؤوس الأموال الخارجية للاستثمار داخل بلادنا، من خلال حجزه لمساحات شاسعة من الأراضي “والبقع” و”التباب” التي سيطر عليها خصيصاً لأجل هذا الغرض.
أضف إلى ما سبق، خطة عبد المجيد الزنداني في القضاء على الفقر، التي أعلنها العام الماضي، وأنا بصراحة لا أريد الحديث عن هذه الخطة؛ لأنها من الأسرار الخطيرة للدولة، وإفشائها سيوردني إلى المهالك.

زر الذهاب إلى الأعلى